العمارة و التنمية المستدامة هي وعاء الحضارات و تمثل الهوية الثقافية للمجتمعات و التصميم الجيد هو التصميم الذى يلبى إحتياجات المستخدم أيا كانت الوظيفة، نشأ مصطلح التنمية المستدامة منذ فترة تاريخيا ليست بالقصيرة ، و هو بالأساس يعبر عن أهمية الحاجة إلي إعادة النظر في خطط التنمية علي كافة المستويات و تعديلها و تطويرها من أجل أن تصبح هذه الخطط مستدامة، و أهمية تحقيق الإستدامة في هذه الخطط مرجعه هو مواكبة النمو المتطرد في إعداد السككان و ما يتطلبه ذلك من تطوير النمو الاقتصادي المصاحب لهذه الزيادة.
العمارة و التنمية المستدامة
العمارة و التنمية المستدامة
و التطور الهام في هذا المنحي يكمن في حساب متطلبات الأجيال القادمة و التركيز علي أهمية توفير ما يلزم لهذه الأجيال من الإحتياطات الإستراتيجية من ثروات الأرض الطبيعير و عدم الجور علي حقوقهم في الحصول علي نصيب من تلك الثروات، و لعل البترول و الغاز و المعادن هي من أهم العناصر التي يجب أن نحرص عليها و حمايتها من التنقيب الجائر لأن هذا يخلق من جهة ما نسميه تعديا علي حقوق الأجيال القادمة و نصيبها من الثروة ، و من جهة أخري يمثل تهديدا لوجود البشر علي الرض في فترة وجيزة نتيجة لما تسببه الإنبعاثات من تدمير للبيئة بصورة مطردة و ممنهجة، حتما إن لم تتغير سيلاقي الجنس البشري مصيرا مظلما يهدد وجوده علي الكوكب.
و نشا من هذه التصورات المستدامة فكرة التحول إلي الإقتصاد الدائري (circular economy) و الذي يعني بتطوير شكل النمو الإقتصادي ليعتمد علي الأفكار الخلاقة من خارج الصندوق بحيث أن منتجات المشاريع تكون قابلة للتحول أو إعادة الإنتاج في صورة أخري بما يسمح بتنمية مستدامة من جهة و حفاظا علي ثروات الأرض و البيئة و المناخ من جهة أخرى.
توقيع إتفاقية باريس للتصدي للإحتباس الحراري
منذ إعتماد إتفاقية المناخ عام 1992 وإعتماد بروتوكول كيوتو 1997 من أجل التطبيق جرت العديد من المؤتمرات و الإجتماعات الهامة و التي أدت في النهاية إلي التوقيع علي إتفاقية باريس عام 2015 و التي تتميز بشكل تنفيذي أكثر منه توصيات و سياسات، و لعل أهم ما أشارت إليه هو الدعم الذي سيقدم إلي دول الجنوب بحلول عام 2020 من أجل المساعدة علي التحول الطاقي من الوقود الأحفوري إلي إستخدام تكنولوجيات استخراج الطاقة الجديدة و التجددة ، و ما يمثله هذا الدعم من أهمية خاصة و ذلك لقدرته علي إحداث طفرة إيجابية في التفكير في أهمية ما أسلفته سابقا (التنمية المستدامة، البيئة، والإقتصاد الدائري)
تابع المزيد:
المعماري و العمارة و التنمية المستدامة
في ضوء ما سلف هناك واجبات و إلتزامات يجب أن يقدمها المعماريون من أجل تقديم عمران مستدام يتواكب مع متطلبات التنمية المستدامة في تلك المرحلة الدقيقة التي نعيشها، و يلعب المعماري من وجهة نظري الدور الأهم و الأبرز في سبيل تحقيق الأهداف السابقة من حيث مسئوليته عن توفير بيئة سليمة للسكن و العمل ….. و كافة الأنشطة التي يعني البشر بممارستها، و من غير المقبول أن يصارع العالم من خلال الإتفاقيات الدولية علي تقليل درجة حرارة الأرض فقط درجتين مئويتين و نجد من المعماريين من يصارع علي النقيض من أجل زيادة الإحتباس الحراري بتقديم الواجهات الزجاجية البراقة، متجاهلا الظرف و الأزمة التي نحن بصددها.