العمارة باب للريادة و التقدم

Blog 1
العمارة باب للريادة و التقدم وهي وعاء الحضارات و تمثل الهوية الثقافية للمجتمعات و التصـــميم الجيد هو التصــميم الذى يلبى إحتياجات المستخدم أيا كانت الوظيفة كعادتها…. تبحث إمارة دبي دائما عن الريادة…. و لكن الأمر هذه المرة ليس متعلقا بأعلي برج في العالم كبرج الخليفة و لا ببرج عائم في المياه الخليج كبرج العرب.

العمارة باب للريادة و التقدم

العمارة باب للريادة و التقدم

العمارة باب للريادة و التقدم

و لكننا بصدد ما قد يكون أكثر غرابة… إنه برج دبي الدوار Dubai Revolving Tower في هذا البرج لك مطلق الحرية في تحديد الوقت الذي تدخل فيه أشعة الشمس إلي غرفتك. بل أكثر من ذلك، يمكنك أن تستمتع بشروق الشمس أثناء تناول إفطارك في غرفة الطعام و تستمتع أيضا بمنظر الغروب أثناء تناول العشاء في نفس الغرفة. هذا البرج الذي قام بتصميمه المعماري ديفيد فيشر مكون من ثمانين طابقا و يبلغ إرتفاعه 420 مترا ويتكلف إنشاؤه حوالي٣٣٠ مليون دولار. كل طابق من طوابقه كل طابق من طوابقه الثمانون هذه يدور منفصلا عن باقي الطوابق مما يعني إن الشكل الخارجي للمبني يتغير بشكل مستمر و يحتاج كل طابق حوالي ساعة و نصف للقيام بدورة كاملة. قد يري البعض أن هذا البرج يمثل نقلة نوعية في مجال العمارة المستقبلية بشكل عام بينما يري البعض الآخر أنه نوع من الفانتازيا، و لكننا هنا لسنا بصدد التقييم المعماري لفكرة العمارة الديناميكية التي نوقشت كثيرا خلال العقدين الأخيرين بل و قد تم بالفعل تنفيذ فكرة شبيهه لها من قبل في البرازيل. تابع المزيد: مصر _ الغياب الإفريقي _ حتي متي ؟

ما نريد القاء الضوء عليه في هذا المشروع في الواقع هما نقطتين أساسيتين

فالأولي كيف يمكن تخفيض تكلفة مشروع بهذا الحجم قدر المستطاع؟ بعد دراسات طويلة، تم إختيار إسلوب تنفيذ البرج علي طريقة الوحدات سابقة التجهيز مما أدي إلي تقليص التكاليف الكلية بحوالي 30% إذا ما قورنت بتكاليف الإنشاء التقليدية للمباني المماثلة في الحجم. فمثلا معظم أجزاء البرج يتم تنفيذها في المصانع ثم يتم تركيبها في الموقع مما خفض عدد الأيدي العاملة المطلوبة من مهندسين و فنيين من حوالي الفين إلي سبعمائة . أما الثانية فقد تكون هي جوهر عبقرية هذا المشروع. فهل تصور أحدا في يوم من الأيام أن تتحول المباني إلي محطات توليد طاقة؟ إن الحديث عن إستخدام الطاقة المتجددة في المباني لم يعد حديثا جديدا. ففي يوم ما كانت الدعوات تهدف إلي الإقتصاد في إستهلاك الطاقة في المباني. ثم أصبحت تهدف إلي أن يكون استهلاك الطاقة يساوي صفر، أما في برج دبي الدوار فإن الطاقة المستخدمة في هذا برج دبي الدوار يتم توليدها بالكامل عن طريق الطاقة الشمسية و توربينات الرياح الموجودة بين كل طابق، هذه الطاقة لا تغطي فقط إحتياجات هذا البرج العملاق و لكنها تكفي إحتياجات خمسة مباني مجاورة بنفس الحجم. لقد تأخر تنفيذ هذا البرج لأسباب عدة منها الأزمة الإقتصادية التي ضربت العالم في 2008 و تأثرت بها إمارة دبي كثيرا، إلا أن الدروس المستفادة من مشروع كهذا يجب أن يتوقف عندها المعماريون كثيرا. فلم تعد مفاهيم العمارة الخضراء أو العمارة البيئية محصورة في أساليب البناء البدائية باستخدام المواد الطبيعية مثل الخشب و الحجر، و لم يعد ثمة عداء بين هذه المفاهيم و التكنولوجيا الحديثة. لقد أصبحت الاستفادة القصوي من التكنولوجيا هو قلب هذه المفاهيم مع الاحتفاظ بأهمية الحفاظ علي الأساليب التقليدية في محيط معين سوف نفرد له موضوعات لاحقا.

Leave A Comment